الخشوع
أصبح الخشوع في الصلاة في زماننا أمنية
لم نعد نشعر بلذة مناجاة الله
لم يعد القلب يحضر في الصلاة
نعم والله...
صار هذا حالي وحال المقصرين أمثالي
*****
هل رأيتم يوما مروحة دائرة تقف فجأة ؟
لم ولن يحدث
كذلك العقل البشري
يدور في جنبات الدنيا
يفكر في كل شئ
حسابات .. خلافات ... أفراح وأحزان
ثم نطالبه فجأة أن يتوقف ويفكر في الله
ونريد منه أن يخشع !!!!
كيف؟
****
لهذا علم سيدنا رسول الله أم رافع قبل ان تدخل في الصلاة أن تسبح الله عشرا ثم تحمده عشرا ثم تهلل عشرا ثم تكبر عشرا ثم تستغفر الله عشرا ...
وذلك لكي تهدأ مروحة العقل لتبدأ في الدوران في الإتجاه المعاكس للدنيا ..
إتجاه الله.
*****
ويعين على هذا الحضور التدبر في كل حركة من حركات الوضوء واستشعار جلالها ..
وقد كان أحد الصحابة يغشى عليه كلما توضأ !!
فإذا أفاق .. سئل عن ذلك ..
فيقول : ألا تدرون بين يدي من سأقف ؟
*****
وروي في الأثر عن الله أوحى إلى سيدنا موسى عليه السلام :
يا موسى ..
إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك
وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا
وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك
وإذا قمت بين يدي فقم قبام العبد الذليل
وناجي بقلب وجل ولسان صادق
*****
وري عن أبي طلحة أنه كان له بستان في شجر جميل ..
وكان يصلي ذات يوم فنظر للشجر وأطال النظر حتى نسي كم صلى ..
فذكر ذلك لسيدنا رسول الله ثم قال : بستاني صدقة في سبيل الله .. ضعه يا رسول الله حيث شئت.
*****
ولا تنسوا كلمة ذلك الزاهد لسيدنا أحمد بن حنبل حين سأله الإمام أحمد عن كفارة السهو في الصلاة ..
فقال الزاهد : يجب قبل أن نتعلم كفارة السهو في الصلاة ..
يجب علينا أن نتعلم أولا كيف لا نسهو
*****
منقول