احتفالية الجنة

إحتفالية الجنة









إذا قلنا لفلان من الناس ...




هل تستطيع أن تقوم الليل ؟



غالبا ما ستكون الإجابة بالنفي



ليس لأنه لا يحب هذا



ولا لأنه لا يقدر على هذا



ولكن لأن همته لا ترقى لهذا




أما إذا قلنا له ... إن لم تنم لدة ثلاثة أيام



وسنعطيك ثلاثة ملايين من الدولارات




صدقوني لن ينام عشرة أيام




ثلاثة لتنفيذ الشرط



وعشرة من فرط الفرح.




هذا هو الإنسان ... لا يقتنع إلا بما يرى



لا يعرف إلا ما قد رأى.



ومن هنا ... أستشعر أهمية موضوع اليوم




****


أورد الحبيب علي الجفري في محاضرته الرائعة ...




صفات عباد الرحمن




أثرا رائعا ... أحببت أن أنقله لكم ..




لعله يشحن في عقول المسلمين القدرة على تخيل ما لم نرى



فتشتاق قلوبنا لما وعدنا الله رب العالمين من نعيم مقيم.




حاول وأنت تقرأ هذا الأثر أن تسرح بخيالك في جنبات ما ستقرأ




إجعل السطور تمر على قلبك




استشعر أنك هناك ..




وأن هذا ما يحدث لك الآن ..




عيش الأثر في خيالك لحظة بلحظة





يقول الأثر ... والذي سأسرده عليكم كقصة وليس نصا ً لسهولة التلقـّي والتخيل.




حين تدخل قصرك في الجنة ..



ستدور في جنباته ... استمتع بكل ما ترى



كل شئ هناك ..



فكر فقط ... ستجد ما تشتهي أمامك.




ولكن مهلا




هناك من يدق الباب عليك !




لن يدخل إلا إذا أذنت له




أدخل ..




يا إلهي .. إنه ملك كريم




يحمل رسالة لك ..





إنها رسالة مختومة ... بختم رب العالمين





إفتح الرسالة ... إقرأها





من الحي الذي لا يموت


إلا الحي الذي لا يموت


إني اشتقت إليك



فهلا ّ أتيت لرؤيتي





إن قلبي يخفك بشدة ..




لن تستطيع أن تحبس دموعك




الله يشتاق لي أنا ... أنا




ومن أكون أنا ؟



لا تضيع الوقت ..




أخرج الآن ... أخرج من قصرك




فالله في انتظارك ..




يا إلهي ..



ما كل هذا ..



كل أهل الجنة مجتمعون



كلهم أتتهم نفس الرسالة



يتوجه الجميع لقصر سيدنا رسول الله



أنظر إلى هذا ..



من هذا ؟



إنه حبيبي وحبيبك محمد



إنه يطل علينا من شرفة قصره



إنه سعيد بنا



ينزل النبي ليتقدم هذا الجمع الرائع لساحة النظر لوجه الله تعالى...




وصل الجمع للمكان المنشود




وتبدأ الإحتفالية الرائعة





إحتفالية الجنة





تبدأ الإحتفالية بأن يأذن الله تعالى لسيدنا داوود أجمل الأنبياء صوتا بتلاوة سورة من القرآن ...




استمع لصوته وهو يرتل القرآن ...





هام الجميع من نشوة القرآن






يا الله ما أحلى صوته




صوت رائع





انتهي سيدنا داوود من التلاوة





يقول الله : يا أهل الجنة .. هل سمعتم مثل هذا الصوت قط ؟




يقول أهل الجنة : يل ربنا ما سمعنا مثله قط.




يقول الله : وعزتي وجلالي لأسمعنـّكم أحلى منه ...!!!




ثم يأمر سيدنا محمد أن يتلو سورة طه





استمع ثانية ... أصغي جيدا




صوت حبيبك النبي




إملا آذانك من تلك الألحان النبوية




والتلاوات المحمدية




ما أروع هذا ..




إن نشوة أهل الجنة تزداد كلما تابع سيدنا محمد التلاوة




يا لجمال تلك اللحظات




ولكن ...





انتهي سيدنا رسول الله من التلاوة





يقول الله تعالى : يا أهل الجنة .. هل سمعتم مثل هذا الصوت قط ؟





يقول أهل الجنة : يل ربنا ما سمعنا مثله قط.





يقول الله عز وجل : وعزتي وجلالي لأسمعنـّكم أحلى منه ...!!!



استمع الآن ....




إنها سورة الرحمن ....


ولكن ... هذه المرة ...



بصوت الرحمن ... الله


الآن ترفع كل الحجب ...




ارفع رأسك ...




أنظر ....



ماذا ترى ...؟




إنه الله






******





أعتذر لقطعي عليك خيالك




ولكن ...





يبقى سؤال ...





هل ما زالت الدنيا في قلبك أكبر مما رأيت ؟





لمن تريد أن تترك كل هذا النعيم ؟





ومن أجل ماذا أفقده ؟





من أجل دنيا لا ألبث أن أفارقها أو أنها هي من سيفارقني ؟




هل تعلمون أن أعلى درجات الجنة تسمة عليين ..




يقول الشيخ الشعراي رحمه الله أن هذه الدرجة ليس فيها أي شئ مما نعرفه عن الجنة




لا أشجار ولا ثمار



لا انهار ولا بحار



هل تعلمون ماذا فيها ..






فيها النظر إلى وجه الله بكرة وعشيا




وقد حث الله على الدرجات العلى في آخر آية من سورة الكهف والتي نقرأها كل جمعة ..


ولكن كثير منا لا يستشعر هذا المعنى




وتلك الآية والله لو وزنت بالذهب والماس لوزنتهم...




يقول الله تعالى ..




{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }


الكهف110




وقد فسر الشيخ الشعراوي تلك الكلمة بقوله ..


إن الله لم يقل (فمن كان يرجو جنة ربة)


ولم يقل (فمن كان يخشى نار ربة)


ولكن قال (فمن كان يرجو لقاء ربة)



وقد استشهد الشيخ رحمه الله بقول رابعة العدوية لتوضيح المعنى حين قالت ..



(والله إني ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكن عبدتك لأنك إله تستحق أن تعبد )


أيضا هذه ليست دعوة لعدم الرغبة في الجنة أو أن لا نخاف من النار ... ولكنها درجات في العبادة



فلقاء الله ورضاه والنظر إليه هو أسمى غاية في الوجود



والنار والجنة في حد ذاتهما هي أهداف ثانوية.






{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }


السجدة17



منقول

الله
موضوع رائع جدا

وهل هناك من لا يريد ان ينظر الى وجه الله سبحانه وتعالى

جزيت خيرا على هذا الموضوع

شكرا لمرورك الاروع
أرزقنا يا الله الفردوس الأعلى في الجنة يارب