النقاء و التوحيد
إن التوحيد هو ألطف شئ وأنظفه وأصفاه.
فأدنى شئ يخدشه ويؤثر فيه.
تماما كالثوب الأبيض.
أو كالمرآه الصافية ..
أدنى شئ يؤثر فيها.
ولهذا ... تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية.
****
وكلما كان صفاء الإيمان والتوحيد أكبر
كلما ظهر فيه ما يلوثه بشكل أوضح.
فالماء الصافي يظهر لصاحبه مما يدنسه ما لا يظهر في الماء الذي لم يبلغ ذاك الصفاء فيتداركه بالإزالة .
ولذلك ترى بعض المسلمين يبكون بمرارة على ذنب يعده المقصرين أمثالي من توافه الأمور.
بينما هناك من المسلمين من ذوي الماء العكر من لا يحل حلالا ولا يحرم حراما.
بل منهم من تلوثت مرآة قلبه فتراه يرى الكبائر من فضائل الأعمال .
وقد قال في هذا سيدنا أنس بن مالك لبعض المسلمين بعد وفاة سيدنا رسول الله ...
«انكم لتأتون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، ان كنا لنعدها على عهد رسول الله من الموبقات»
****
إن قوة الإيمان إذا كانت قوية أحالت المواد الرديئة وقهرتها.
كما أن صاحب المحاسن الكثيرة ليـُسامح بما لا يـُسامح به من جاء بمحاسن أقل منه.
وفي ذلك يقول الشاعر :
إذا الحبيب أتى بذنب واحد
أتت محاسنه بألف شفيع.
***
فحافظوا على نقاء إيمانكم ..
ونظافة مرآة قلوبكم ..
تشعروا بصغار الذنوب ...
وتستغفر قلوبكم أن تبدأ الألسنة أن تتوب
ولخرجتم من الدنيا بغير عيوب
ولرضي عنكم علام الغيوب
ولأسعتم الحبيب
وأكثروا من محاسنكم
تروا أثر ذلك في لقاء الله
وتذكروا ...
إذا الحبيب أتى بذنب واحد
أتت محاسنه بألف شفيع.
****
منقول