الموت
قال الله تعالى ..
( إنك ميت وإنهم ميتون )
فبدأ به تسلية للنفوس ... فنحن لسنا أفضل منه ...
فما بالنا إن أحب أحدنا أن يذكر آخر بالموت
وجد هجوما عنيفا وأقوال أغرب مثل ..
"فال الله ولا فالك "
"تف من بقك"
والغريب أن الله لم يستحي أن يقول لنبيه إنك ميت !!!
*****
قال : (الموت تحفة المؤمنين)
وتقدم عن بعض العارفين قولهم ...
الدنيا بلا موت لا تساوي دانقا
وقالت عائشة يا رسول الله : ..
هل يحشر مع الشهداء أحد ..؟
قال : ( نعم من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة )
وفي حديث آخر ... ( يا علي من قال كل يوم إحدى وعشرين مرة اللهم بارك في الموت وفيما بعد الموت لم يحاسبه الله بما أنعم عليه من الدنيا )
وفي حديث آخر ... ( مثل المؤمن في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه فإذا خرج بكى فإذا رأى الضوء لم يحب أن يرجع إلى مكانه فكذلك المؤمن يجزع من الموت فإذا أفضى إلى ربه لم يحب أن يرجع إلى الدنيا )
وقالت عائشة رضي الله عنها ... قال النبي ( إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول دار الهموم والأحزان بل قدوما إلى الله عز وجل )
وورد في كتاب الشفاء ... أن رجلا أتى النبي فذكر أنه طرح بنتا له في وادي كذا فانطلق معه
فنادها ... يا فلانة
فقالت : لبيك يا رسول الله
قال : أن أبويك قد أسلما فإن أحببتي أدلك عليهما
فقالت : لا حاجة لي بهما وجدت الله خيراً منهما
وقال كعب الأحبار رضي الله عنه..
من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها
وورد في الأثر ... أن الله تعالى إذا رضي عن عبده قال لملك الموت اذهب إلى فلان فأتى بروحه لأريحه من عمله قد بلوته فوجدته حيث أحب
فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ومعهم قضبان الريحان وأصول الزعفران كل واحد منهم يبشره ببشارة جديدة سوى بشارة صاحبه
وتقوم الملائكة صفين لقدوم روحه ومعهم الريحان
فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه وصاح فيقول له جنوده مالك يا سيدنا فيقول ألا ترون إلي ما أعطى هذا العبد من الكرامة أين كنتم عنه قالوا قد جهدنا به فكان يستعصم
وقال العلائي في تفسيره ... رأيت في بعض الكتب أن ملك الموت مكتوب على جبهته لا إله إلا الله فإذا رآها المؤمن تذكر الشهادة.
*****
فأين نحن من هؤلاء؟
أو بالإحرى ...
هل سنكون من هؤلاء ؟
منقول